سُمِّيَت بالفاتحة لأن كتاب الله مُفتَتَح بها،كما أنها تعتبر مفتاح القرآن،لأنها تحتوي على الأهداف الرئيسة التي يهدف إليها القرآن أو المحاور الرئيسة به،وهي:
العقيدة
العبادة
منهج الحياة
وللفاتحة عند الله شأنٌ عظيم، فقد قال الله تعالى:" ولقد آتَيناكَ سبْعاً من المثاني والقرآن العظيم"،فنراه يذكرها بمفردها ،ثم يذكر القرآن كله بمفرده... أي أن الفاتحة شيء عظيم بمفرده،ولها قدرها الكبير كما أن القرآن شيء عظيم وله قدره الكبير !!
والقرآن الكريم وحدة كاملة متكاملة من الأفكار المترابطة،أي أن كل سورة مرتبطة بما قبلها وما بعدها ...إلا الفاتحة، فهي الوحيدة التي يمكن أن تأخذ مكانها بين أي سورة وأخرى،فتكون حلقة وصل، دون أن يختل هذا الترابط لأنها –كما ذكرنا – تحتوي على كل ما يحتويه القرآن من الأفكار.
ومن الفاتحة نتعلم:
1- أهمية أن نحمد الله تعالى على نِعَمِهِ،فالإنسان من كثرة ما يألَف النعم ينسى المُنعِم، أوقد ينسيه الشيطان ،وهنا تذكرة له.
2- أن أساس علاقة الله بالإنسان ، أنه رحمن ورحيم ،فإن استقام وأطاعه فهو من الفائزين ، وإن لم يستقِم...فإن الله" مالك يوم الدين" يحاسبه حساباً شديداً.
3-إخلاص العبودية لله تعالى ،حيث نلاحظ أن كلمة" إيَّاكَ" جاءت قبل "نعبد" ولم يقُل مثلاً:" نعبدك"
4- أن العبودية لله وطاعته والاستقامة على أمره لن تتم إلا بمعونة الله تعالى ،حيث قرن العبودية بالاستعانة به تعالى .
5-أن الهداية نعمة من الله تعالى ويجب أن نشكره عليها ، فكم من الضالين حولنا والعياذ بالله.
6- أن المؤمن لو استقام على منهج الله(وهو الصراط المستقيم في الدنيا)فإنه سيجوز الصراط في الآخرة كالبرق،إلى الجنة...والعكس صحيح.
7-أهمية الصحبة الصالحة(الذين أنعمتَ عليهم)،و تذكِّرنا بمن سبقونا من الصالحين من الأنبياء والتابعين وغيرهم من الصالحين
8-أن أعداء الإسلام الأساسيين هم: المغضوب عليهم، والضالين.
9- وحدة الأُمة،حيث نلاحظ أ، الخطاب في الفاتحة بيغة الجمع"إهدناالصراط المستقيم،إياك نعبد،وإياكَ نستعين" فعللى المسلم وهو يتلوها فسي الصلاة أن يتذكر أنه فرد من أفراد أمة محمد صلى الله عليه وسلم،وأن عليه واجبات تجاه هذه الأمة كَكُل.
ويُلاحَظ أن الفاتحة تخلو من أحكام التجويد الصعبة كالإدغام والغُنَّة وكثرة المُدود ،لتكون سهلة القراءة بالنسبة لكل مسلم مهما كانت درجة تعليمه،ومهما كانت لغته التي يتحدثها.
فتذكر هذه المعاني و،ات تصلي بالفاتحة ،فنحن نقرأها 17 مرة على الأقل كل يوم،فلنقرأها كل مرة بإحساس جديد،لعل الله يفتح علينا فيلهمنا من أسرارها.