نظارة عبود
7 04 2010
أسير وسط الزحام ، و في عز حر الشمس الملتهبة فوق رأسي و أنا مغمض عيناي نصف تغميضة ، وأقول في نفسي ألن يأتي ذلك اليوم الذي ترتدي تلك النظارة يا يزن ، الله كريم الله كريم بس يتوفر معي سعرها لازم اشتريها لأنه من ثلاث سنوات وضعت عيني على نظارة كانت معروضة في أحد المحال الفخمة و كان سعرها تقريباً 120$ و قد قلت في سري إن لم تكن تلك فلن أتنازل و أرتدي غيرها ، ولكن ثلاث سنوات من الصيف فترة غير قليلة من الانتظار وأنتظر يا أبو علي وعيش يا كديش لينبت الحشيش أنتظر كل ما أجمع قرشين، أجد نفسي يجب أن أشتري للمنزل كذا و كذا و كذا إيه وبعدين مع هذه الحالة رح طق لذلك اليوم شفت بائع نظارات لطيف ، ويمتلك قواما خفيف ، يضع معروضاته على الرصيف، وتظهر عليه سمة أنه عفيف ، ومواطن جوعان وشريف بكم النظارة يا حاج بادرته بعد السلام عليكم فأجاب: بـ 100 ل.س يعني 2$ بعد أن رد السلام ، نظرت إلى النظارات و وجدت تلك السمراء الحبشية تغمز لي بأن اخترني ولن أخذلك صدقت روايتها و أعجبت بشجاعتها وقلدتها على جبهتي وفي مرآة الحاج القديمة رفعت هامتي ورأسي للأعلى يا أخي حلوة والله غير شكل ويقولون عنها سوداء حبشية ولولا سواد المسك ما انباع غاليا دفعت ثمنها وتناولتها بيدي . وسرت فرحاً بها في الشارع حاولت جاهداً ألا أستقل التاكسي لأستمتع قدر الإمكان في تحدي أشعة الشمس المزعجة ، و يا سلام عندما تشعر أن الناس ينظرون إلى عينيك ولكنهم لا يعرفون إلى أين تنظر أنت بدأت أمر أمام واجهات المحال الزجاجية وأنظر لانعكاس صورتي فيها يا سلام عليك يا أبو علي إي من الأول يا رجل ونظارة رخيصة على العين أحسن من نظارة غالية بالمعرض و فورأً دونت شعوري بنظارتي و وضعتها في التدوينة و حتى الآن أنا معجب بها ، المهم أن اكون راضياً عنها و الله يحميكي من يد علي و الله الموفق