الأستاذ الشاعر : أكرم عتو
أعزائي الزوار : نرحب بكم أجمل ترحيب و نتمنى لكم طيب الإقامة في منتداكم و نرجو أن نكون أسرة واحدة هدفنا تقديم المفيد و شكراً لكم جميعاً .
الأستاذ الشاعر : أكرم عتو
أعزائي الزوار : نرحب بكم أجمل ترحيب و نتمنى لكم طيب الإقامة في منتداكم و نرجو أن نكون أسرة واحدة هدفنا تقديم المفيد و شكراً لكم جميعاً .
الأستاذ الشاعر : أكرم عتو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأستاذ الشاعر : أكرم عتو

أدبي- ثقافي- رياضي- فني-إسلامي- كلمات أغاني- قورقنيا- منوعات - صحة - عالم حواء والمزيد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 107 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 107 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 425 بتاريخ السبت نوفمبر 16, 2024 5:42 pm
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
إمام العشق المدير العام
عاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_rcapعاشوراء بين الماضي والحاضر I_voting_barعاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_lcap 
أكرم
عاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_rcapعاشوراء بين الماضي والحاضر I_voting_barعاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_lcap 
بنت الخلود
عاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_rcapعاشوراء بين الماضي والحاضر I_voting_barعاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_lcap 
BAYERN 111
عاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_rcapعاشوراء بين الماضي والحاضر I_voting_barعاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_lcap 
ندى القلوب نائبة المدير
عاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_rcapعاشوراء بين الماضي والحاضر I_voting_barعاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_lcap 
R a A a F a T
عاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_rcapعاشوراء بين الماضي والحاضر I_voting_barعاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_lcap 
الأميرة
عاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_rcapعاشوراء بين الماضي والحاضر I_voting_barعاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_lcap 
اللورد
عاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_rcapعاشوراء بين الماضي والحاضر I_voting_barعاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_lcap 
زهرة البيلسان
عاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_rcapعاشوراء بين الماضي والحاضر I_voting_barعاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_lcap 
hiba
عاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_rcapعاشوراء بين الماضي والحاضر I_voting_barعاشوراء بين الماضي والحاضر I_vote_lcap 
ineed you
free myspace comments


 

 عاشوراء بين الماضي والحاضر

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بنت الخلود
التميز
التميز
بنت الخلود


الجنس : انثى
نقاط نقاط : 1479
السٌّمعَة السٌّمعَة : 35
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 21/09/2010
العمر : 42

عاشوراء بين الماضي والحاضر Empty
مُساهمةموضوع: عاشوراء بين الماضي والحاضر   عاشوراء بين الماضي والحاضر Emptyالجمعة ديسمبر 17, 2010 5:23 am

مرّ أكثر من قرن على استشهاد سبط النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم الإمام الحسين عليه السّلام، وثلّة من أهل بيته وأصحابه في ملحمة بطوليّة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً في التّضحية والفداء من أجل الدّين والحياة. وما زالت أصداء تلك الثورة تتردد في أنحاء المعورة، يستمد منها المظلومون والمستضعفون القوّة والثبات والتحرر من نير الأنظمة الظالمة.
فمع إطلالة شهر المحرّم من كلّ عام، يبادر الموالون لأهل البيت(ع) إلى إقامة المجالس الحسينيّة في بلدان ومناطق عديدة في العالم، حيث يستذكرون تلك الفاجعة الأليمة من خلال شعائر حسينيّة، تتفّق في مجملها بتلاوة ما أصاب الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السّلام في واقعة الطّفّ، وتختلف فيما بينها ببعض الطّقوس باختلاف البلدان والأمصار. وتكون ذروة المراسم في اليوم العاشر من هذا الشّهر، وهو اليوم الذي استشهد فيه الإمام عليه السّلام وأهل بيته وأصحابه في كربلاء.
وتحاول بعض وسائل الإعلام العالميّة، التّركيز على مشاهد التّطبير في العاشر من المحرّم وإبراز صور الدّم على رؤوس الصّغار والكبار، حتّى يخال النّاظر أنّ عاشوراء هي تلك الطّقوس المجبولة بالدّم دون سواها، علماً أنّ هذه الطّقوس غريبة عن إحياء الأئمّة(ع) وأتباعهم لهذه الذّكرى في بداياتها الأولى، وأنّها تسلّلت عبر أقوام دخلوا إلى الإسلام وتأثّروا بما كان سائداً عندهم من طقوس وشعائر قبل إسلامهم.
إنّ إحياء ذكرى عاشوراء قديم، تمتد جذوره إلى اللّحظة الأولى التي استهشد فيها الإمام الحسين(ع)، وقد أكّد الأئمّة عليهم السّلام على إقامة المجالس الحسينيّة واستذكار تلك الفاجعة الأليمة، من ذلك على سبيل المثال، لا الحصر، أنَّ الباقر عليه السّلام قال في يوم عاشوراء: «وليندب الحسين ويبكه ويأمر من في داره بالبكاء عليه، ويقيم في داره مصيبة بإظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء عليه ، بعضهم في البيوت. وليعّز بعضهم بعضاً بمصاب الحسين. فأنا ضامن على الله لهم إذا فعلوا ذلك أن يعطيهم ثواب ألفي حجّة وعمرة وغزوة مع رسول الله والأئمّة الرّاشدين» .
وقال الإمام الصّادق(ع): «ما من أحد قال في الحسين شعراً فبكى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنّة وغفر له .. ».
وورد عن الإمام عليّ بن موسى الرّضا (ع) أنّه قال: «من كان عاشوراء يوم مصيبته وبكائه جعل الله عزّ وجلّ يوم القيامة يوم فرحه وسروره».
قد يفكّر البعض بعدم جدوى البكاء، وإحياء مجالس العزاء، في زمن العولمة والتطوّر الحضاريّ الذي تعيشه البشريّة، إلاّ أنّ العاطفة تقف جنباً إلى جنب العقل والتفكّر، فالبكاء والتّباكي على الحسين(ع) على مرّ العصور، حفظ هذه الذّكرى من النّسيان، وبالتّالي حفظ أهداف الثّورة، حتّى غدا الإمام الحسين قدوة لكلّ أحرار العالم.
في هذا الاستطلاع نقدّم نبذة تاريخيّة عن بدايات الإحياء الأولى لهذه الذكرى الجليلة، وتطوّر هذا الإحياء، مع إبراز إقامة المجالس الحسينيّة في بلدان عديدة في هذا العصر.
العزاء قبل الشهادة
اتّفقت كتب الحديث والرّواية عند المسلمين، شيعة وسنّة، أنّ جبرائيل(ع) أخبر النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم بنبأ مقتل سبطه الإمام الحسين عليه السّلام، ومكان استشهاده؛ فعلى سبيل المثال، ذكر الشّيخ علي بن محمّد الماوردي الشّافعيّ في كتابه "أعلام النبوّة": «ومن إنذاره (ص): ما رواه عروة عن عائشة (رض) قالت: دخل الحسين بن عليّ رضي الله تعالى عنهما على رسول الله(ص) وهو يوحى إليه فبرك
على ظهره فقال جبريل: يا محمّد إنّ أمّتك ستفتن بعدك و يقتل ابنك هذا من بعدك. ومدّ يده فأتاه بتربة بيضاء وقال: في هذه الأرض يقتل ابنك اسمها الطّفّ. فلمّا ذهب جبريل خرج رسول الله (ص) إلى أصحابه والتّربة في يده وفيهم أبو بكر وعمر وعليّ وحذيفة وعمّار و أبو ذرّ وهو يبكي فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال: أخبرني جبريل أنّ ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطّفّ وجاءني بهذه التّربة فأخبرني أنّ فيها مضجعه».
يعلّق السيّد محسن الأمين العامليّ(ره) على ذلك في كتابه: "إقناع اللاّئم على إقامة المآتم" بقوله: «ولا بدّ أن يكون الصّحابة لمّا رأوا رسول الله(ص) يبكي لقتل ولده وتربته بيده، أخذتهم الرّقّة الشّديدة فبكوا لبكائه وواسوه في حزنه على ولده... فهذا أوّل مأتم أقيم على الحسين(ع) يشبه مآتمنا التي تقام عليه، وكان الذّاكر فيه للمصيبة رسول الله(ص).
العزاء بُعيد الشّهادة
في اليوم الحادي عشر بعد قتل الحسين(ع) حمل ابن سعد معه نساء الحسين(ع) وبناته وأخواته، فقالت النّسوة بحقّ الله ألا ما مررتم بنا على مصرع الحسين، فمرّوا بهنّ على المصرع فلمّا نظرت النّسوة إلى القتلى، قامت العقيلة زينب بنت عليّ(ع) تندب الحسين وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب: "يا محمّداه صلّى عليك مليك السّماء هذا حسينك مرّمل بالدّماء مقطّع الأعضاء وبناتك سبايا... إلى الله المشتكى وإلى محمّد المصطفى وإلى عليّ المرتضى وإلى فاطمة الزّهراء وإلى حمزة سيّد الشّهداء... يا محمّداه هذا حسين بالعرا، تسفي عليه ريح الصّبا، قتيل أولاد البغايا واحزناه واكرباه عليك يا أبا عبد الله، اليوم مات جدّي رسول الله، يا أصحاب محمّد هؤلاء ذرّية المصطفى يساقون سوق السبايا..." فضجّت النّسوة من ورائها بالبكاء والنّواح، ووَضَعَت أمُّ كلثوم يدها على أُمّ رأسها ونادت: "وامحمّداه، واجَدّاه، وأبا القاسماه، واأبتاه، واعليّاه، واجعفراه، واحمزتاه، واحَسَناه! هذا حسينٌ بالعَراء، صريعُ كربلاء، مَحزوزُ الرّأسِ مِن القَفا، مسلوبُ العمامةِ والرِّداء..."
العزاء في أثناء دفن شهداء كربلاء
في اليوم الثالث على استشهاد الإمام الحسين(ع) وأهل بيته وأصحابه، عادت العشائر التي كانت تحيط بمنطقة القتال في كربلاء، وكانت قد ظعنت مؤقّتاً عنها بسبب القتال، وهي عشائر بني عامر من قبائل بني أسد من سكّان قريتي الغاضريّة ونينوى، فدفنوا الأجداث الطّاهرة، فارتفعت الأصوات بالنحيب والبكاء، واستذكروا مآثر أولئك الأبطال الذين قُتلوا بين يدي أبي عبد الله الحسين(ع).
العزاء في محطّات السبيّ
أ‌- في الكوفة
عند وصول قافلة السّبايا إلى الكوفة، خطبت سيّدات آل النّبيّ(ص) بالجموع المحتشدة لرؤيتهنّ والوقوف على ما حدث في كربلاء، وكذلك فعل الإمام زين العابدين(ع) رغم ضعفه ومرضه. عندها علم أهل الكوفة مقدار المصيبة التي حلّت بأهل البيت(ع)، فأخذوا يندبون وينتحبون، فلم يُرَ باك وباكية أكثر من ذلك اليوم.
ب‌- في الشام
كان الإعلام المعادي لخط البيت(ع) في الشّام قد أعمى الحقيقة عن عيون الشّاميّين، لذا لم يحرّك مشهد السّبايا مشاعرهم، لظنّهم أنّ هؤلاء من المارقين والخارجين عن الدّين، لكنّ السيّدة زينب عليها السّلام استطاعت إثبات مظلوميّة الإمام(ع) وأهل بيته، وأحقيّته في الخروج على الحكم الظّالم، وإشعار من في قصر يزيد بن معاوية بهول ما جنته أيدي الحاكم وأعوانه بحقّهم، فضجّت النّسوة في القصر، وشاركن العقيلة زينب والسّبايا بمصابهنّ، فندبن الحسين(ع) وأهله.
ت‌- في المدينة المنوّرة
عندما وصل موكب السّبيّ إلى المدينة المنوّرة، رآهم بشر بن حذلم، وكان يجيد قرض الشّعر، فطلب منه الإمام السجّاد(ع) أن ينعي الإمام الحسين(ع) وأهل بيته وأصحابه الذين استشهدوا في كربلاء، فقصد بشر مسجد رسول الله(ص) وقال:
يا أهلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ بها قتل الحسين فَأَدْمُعي مِدْرارُ
الجِسْمُ مِنْهُ بِكَرْبَلاءَ مُضَرَّجٌ والرّأسُ مِنْهُ على القَناةِ يُدارُ
ثم قال: هذا عليّ بن الحسين (ع) مع عمّاته وأخواته قد حلّوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم وأنا رسوله إليكم أعرّفكم مكانه... فلم يبق في المدينة مخدّرة ولا محجّبة إلاّ برزن من خدورهنّ وهنّ بين باكية ونائحة ولاطمة، فلم يُر يومٌ أمرّ على أهل المدينة منه.
ثمّ عقدت المآتم في البيوت والدّور والبقيع، فكانت أمّ البنين، فاطمة بنت حزام الكلابيّة، أمّ العبّاس وإخوته الذين قتلوا مع أخيهم الحسين(ع) تخرج إلى البقيع، فتندب أولادها، فيجتمع الناس لمواساتها ومشاركتها في مصابها الأليم.
وكان ثمّة مأتم للرّباب بنت امرىء القيس بن عديّ زوجة الحسين(ع) إذ بقيت سنة تندب الإمام(ع) لا يظلّلها سقف حتى ماتت.
مجالس العزاء في العصر الأمويّ
لم تكن الأوضاع السياسيّة في العهد الأمويّ الأول تسمح بتجمّعات كبيرة لأتباع أهل البيت(ع) أو لغيرهم ممن يخالفون هوى الحكّام الأمويّين السّياسيّ، لذا نجد الإمام زين العابدين (ع) يبكي على الحسين(ع) أعواماً طوالاً ويذّكر النّاس بالمصاب الجلل في كربلاء من خلال العاطفة والدّمعة، ويحثّهم على البكاء؛ فممّا قاله(ع): «أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين دمعة حتّى تسيل على خدّه، بوّأه الله بها الجنّة غرفاً يسكنها أحقاباً، وأيّما مؤمن دمعت عيناه حتّى تسيل على خدّه فينا لأذى مسّنا من عدوّنا في الدّنيا بوّأه الله لها في الجنّة مبوّأ صدق».
وكان الإمام محمّد الباقر(ع) يحثّ أتباعه على زيارة الإمام الحسين(ع) في عاشوراء من بُعد إذا تعذّر الذّهاب إلى كربلاء وزيارته من قرب، وكان يحثّهم على الاجتماع في الدّور من أجل إقامة العزاء في ذكرى عاشوراء، وفي هذا قال(ع): «ثمّ ليندب الحسين ويبكه(بعد زيارته)، ويأمر من في داره بالبكاء عليه، ويقيم في داره مصيبة بإظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء عليه بعضهم بعضاً في البيوت، وليعزِّ بعضهم بعضاً بمصاب الحسين عليه السّلام.. فسُئل: فكيف يعزّي بعضنا بعضاً؟ قال(ع): يقولون: عظّم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السّلام، وجعلنا وإيّاكم من الطّالبين بثأره مع وليّه الإمام المهديّ من آل محمّد». وكانت تقام مثل هذه المآتم في بيوتهم الخاصّة وراء الأستار الكثيفة ولم يحضرها سوى خاصتهم لتشدّد الأمويين ومراقبة أي تحرّك يخالف هواهم السّياسيّ.
وإذا وصلنا إلى عهد الإمام الصّادق(ع)، نجد أنّ أتباع أهل البيت وجدوا متنفّساً من الحريّة، وذلك لانشغال السّلطة بالثّورات العبّاسيّة التي اشرأبّت أعناقها وعملت على تقويض الحكم الأمويّ، وهذا ما سمح للإمام(ع) بتطوير مدرسته الفكريّة والفقهيّة، ونمت التجمّعات الشّعبيّة في مآتم العزاء في عاشوراء، خصوصاً، وفي محرّم وصفر عموماً.
وكان الشّعراء العرب يفدون على الأئمّة(ع) لتجديد ذكرى الحسين(ع)، فكانوا يلقون روائع قصائدهم في فن الرّثاء والتذكير بفضلهم بأسلوب أخّاذ.
مجالس العزاء في العصر العباسيّ
بعد تضييق الخناق على أهل البيت وأتباعهم بداية العصر العباسيّ، وقمع تحرّكاتهم الفكريّة والشّعبيّة، شهدت الحاضرة العبّاسيّة جوّاً من التّسامح الدّينيّ زمن المأمون العبّاسيّ الذي جعل ولاية العهد للإمام الرّضا(ع)، فكان الإمام(ع) يؤكّد على إحياء المجالس الحسينيّة للبكاء على الحسين وأصحابه. وكان الشّعراء الموالون لأهل البيت(ع) يلقون قصائد فاخرة في الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السّلام، وفي هذا قال أبو الفرج في الأغاني عن قصيدة دعبل الخزاعيّ:
مَدارِسُ آياتٍ خَلَتْ مِنْ تِلاوَةٍ ..... وَمَنْزِلُ وَحْيٍ مُقْفِرُ العَرَصاتِ
أنّها من أحسن الشّعر وفاخر المدايح المقولة في أهل البيت عليهم السّلام، قصد بها عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام بخراسان. وقال دعبل: دخلت على عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام فقال لي: أنشدني شيئاً ممّا أحدثت. فأنشدته:
مَدارِسُ آياتٍ خَلَتْ مِنْ تِلاوَةٍ ..... وَمَنْزِلُ وَحْيٍ مُقْفِرُ العَرَصاتِ
حتى انتهيت إلى قولي:
إِذا وُتِروا مَدّوا إِلى واتِريهِمُ ..... أَكُفّاً عَنِ الأَوْتارِ مُنْقَبضاتِ
ثم قال: فبكى حتّى أغمي عليه وأومأ إلى الخادم كان على رأسه: أن اسكت. فسكتُ؛ فمكث ساعة ثمّ قال لي: أعد. فأعدت حتّى انتهيت إلى هذا البيت أيضاً فأصابه مثل الذي أصابه في المرّة الأولى وأومأ الخادم إليّ: أن اسكت. فسكتُ؛ فمكث ساعة أخرى ثم قال لي: أعد. فأعدت حتّى انتهيت إلى آخرها. فقال لي: أحسنت - ثلاث مرّات – فخعل عليه الإمام(ع) أموالاً نفيسة وجبّة من ثيابه.
أمّا في عصر المتوكّل العباسيّ، فقد تعرّض الموالون لأهل البيت(ع) للقمع والتّرهيب، وكان المتوكّل يمنعهم من التوجّه إلى كربلاء لإحياء الذّكرى، ويسومهم أشدّ العذاب، ويكفي أن نعلم أنّه تجرّأ على هدم مرقد الإمام(ع)، لكن ذلك لم يوقف إحياء عاشوراء.
مجالس العزاء في العصر البويهيّ والصفويّ
في عهد آل بويه (334هـ ـ 467هـ/ 946م-1075م) نشطت مجالس العزاء، ففي عام 352هـ/963م أمر السّلطان البويهيّ معزّ الدّولة بإقفال الدّوائر الرّسميّة في العاشر من المحرّم، وتعطيل الأسواق في بغداد وسقي النّاس الماء في الطّرقات. ومنذ ذلك الحين ظهرت المواكب الحسينيّة، فكان الرّجال يخرجون نهاراً، حاسري الرّؤوس، حفاة الأقدام، تحيّتهم التّعزية والمواساة بمصاب الإمام الحسين(ع)، أمّا النّسوة، فكنّ يخرجن ليلاً. وكان معزّ الدّولة قد أمر بالضّرب على الصّدر بهذه الطريقة التي نشاهدها اليوم.
ومثل ذلك فعل الصّفويّون، وأكثروا من المناحات بين صفوف النّاس، وهم الذين أدخلوا جرح الرّؤوس وضرب الأجساد بالسّلاسل، وهو ما يعرف "بالتّطبير" اليوم، وهذه الأساليب لم تكن معروفة عهد الأئمّة(ع)، ولم يمارسها أتباعهم في زمانهم.
مجالس العزاء في العصر الفاطميّ
اتسع نطاق العزاء في مصر زمن الفاطميّين، وفي هذا يقول المقريزيّ في خططه: «إنّ شعار الحزن يوم العاشر من المحرّم كان أيّام الأخشيديّين، واتّسع نطاقه في أيّام الفاطمييّن، فكانت مصر في عهدهم... تعطّل الأسواق ويجتمع أهل النّوح والنّشيد يكونون في الأزقّة والأسواق، ويأتون إلى مشهد أمّ كلثوم ونفيسة، وهم نائحون وباكون».
ففي العهد الفاطميّ كان يوم عاشوراء يوم عطلة رسميّة في مصر، وكانت تتوقّف الحركة التّجاريّة، ويخرج النّاس ومعهم المنشدون إلى جامع الأزهر، حيث تتعالى الأصوات بالبكاء على الإمام الحسين(ع). وعندما بُني المشهد الحسينيّ (مشهد رأس الإمام الحسين(ع) أضحت التّجمّعات هناك في عاشوراء، ومن عاداتهم آنذاك أن يتصدّر الوزير المشهد وبجانبه قاضي القضاة، ثمّ يبدأ القرّاء في قراءة القرآن، بعدها يقوم بعض الشّعراء بإنشاد المراثي في أهل البيت(ع) مدّة ثلاث ساعات، بعدها يتوجّه الجمع إلى قصر الخليفة، فيجدون الدّهاليز قد فرشت بالحصر بدل السّجاد، ثم يعاود القرّاء والمنشدون ما فعلوه في المشهد الحسينيّ، وعند الانتهاء، تُمدّ موائد تسمّى "سماط الحزن"؛ لأنه يختلف عن أسمطة الأفراح والأعياد فلا تقدّم فيه الحلوى والأطعمة الفاخرة، فيقبل عليه العامّة والخاصّة. أما في الشّوارع والأحياء، فإنّ النائحين يرفعون أصواتهم بالمراثي والنّحيب والبكاء.
إلاّ أنّ هذه المظاهر العاشورائيّة انتهت في مصر بحلول العهد الأيوبيّ، وأضحت عاشوراء آنذاك يوم فرح وسرور، توزّع فيه الحلوى والطّعام الفاخر، على غرار ما استنّه الحجّاج بن يوسف الثقفيّ في الشّام، وبقيت على هذا المنوال زمن المماليك ومن جاء بعدهم، مع ما صحب تقاليدهم من خرافات لا تمتّ إلى الإسلام بصلة.
ويمثّل الشيعة اليوم في مصر أقليّة، وقد نشرت حركة "كفاية"على موقعها الإلكترونيّ خبراً يؤكد أنّ الدّولة سمحت لهم باقامة الحسينيّات والمآتم.
ففي عاشوراء يتوجّه محبّو أهل البيت من المصريين وكثير من أبناء الجاليات الإسلاميّة (ع) إلى مسجد الإمام الحسين(ع)، في القاهرة. وقد ذكر أحد المواقع الإلكترونيّة قول الشّيخ عمر الفاروق نائب رئيس مجلس إدارة مسجد الإمام الحسين،:"نحتفل بيوم عاشورا بأشكال كثيرة، منها: طلب المدد من الإمام الحسين، والذكر وقراءة القرآن، ونحاول كلّ عام تنظيم هذه الاحتفالات؛ بحيث يستطيع كلّ الناس زيارة الإمام ومخاطبته كل مع نفسه".
وأضاف الشّيخ عمر:"نسمح لكلّ المسلمين من جنسيّات مختلفة للاحتفال بعاشورا؛ لأنّنا نظنّ ونعتقد أنّ الدّعاء مقبول تحت قبّة قبر الإمام، بحيث يكون ذلك في شكل زيارات فقط، ولا يتعداها إلى احتفالات رسمية وممارسة طقوس بعينها".
ووأضاف، أننا نزّين المكان في وقت من العام حتى تصل رحمات الله سبحانه وتعالى بمدد الإمام الحسين إلى المسلمين في الأرض جميعاً، فنحن نعتقد أنّ دماءه لم تجفّ حتّى هذه اللّحظة، وأنّها لن تجفّ، وسوف يظلّ قيمة كبيرة للمسلمين طالما بقى هذا الدين....
مجالس العزاء في الأندلس
اللافت في الأندلس كان إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين(ع)، حيث كانت تقام الجنائز الرّمزيّة، وكانت تُنشد المراثي، وتلك المراثي كانت تسمّى الحسينيّة، ويصف لسان الدّين بن الخطيب، من أعلام المفكّرين في القرن الثامن الهجريّ، في كتابه الموسوم: "إعمال الأعلام فيمن بويع بالخلافة قبل الاحتلام" عادات أهل الأندلس في إحياء مناسبة عاشوراء، فممّا قاله: «ولم يزل الحزن متّصلاً على الحسين والمآتم قائمة في البلاد يجتمع لها النّاس، ويحتفلون لذلك يوم قتل فيه، فكانوا على ما حدّثنا شيوخنا من أهل المشرق -يعني شرق الأندلس- يقيمون رسم الجنازة حتى في شكل من الثّياب خلف سترة في بعض البيت، ويحتفل بالأطعمة والشّموع، ويُجلب القرّاء المحسّنون ويوقد البخور ويتغنّى بالمراثي الحسينيّة». وفي عهد ابن الخطيب كان ما يزال لهذه المراثي شأن أيضاً...
مجالس العزاء في شبه القارة الهنديّة (باكستان والهند)
عاشوراء بين الماضي والحاضر 1023833_05
بدأت الاحتفالات العاشورائيّة في باكستان، في القرن الرابع عشر الميلاديّ، وخصوصًا في منطقة "بلتستان" المعروفة باسم "التبت الصّغرى"، حيث أقيمت الحسينيّات في كلّ بقعة من بقاعها.
ويعرض الشّعراء في مراثيهم صبر الحسين وأصحابه وثباتهم وتبيان مبادئهم وأثر المأساة في النّفوس الإنسانيّة السّليمة. كما أنّ المرثيّة على العموم تبدأ أوّل ما تبدأ بأبيات تمهيديّة في وصف الدّنيا وغدرها، ثم في عرض موقف من مواقف كربلاء.
ومن أكبر مواكب العزاء وأهمّها في باكستان موكب "الزّناجيل" الذي يتكوّن من مجموعات عديدة، كلّ فرد منهم يحمل في يده مجموعة من السّلاسل الصّغيرة التي تنتهي بسكاكين حادّة الجانبين.. وعلى صوت "النوحخان" يضرب حاملو السّلاسل الحديديّة على ظهورهم وتسيل منها الدّماء.. وترفع في بداية المواكب أعلام عديدة وملوّنة. ومن أهمّ تلك الأعلام "راية العبّاس" وهو علم أخضر اللّون يرفع عالياً في المواكب أو "الإمام برا" وقد كتب عليه "يا عبّاس".
وفي الهند، تعود الاحتفالات بذكرى عاشوراء إلى العصر المغوليّ ، وذلك في بداية القرن السّابع عشر الميلاديّ، وتقام مجالس العزاء لاستذكار فاجعة كربلاء، وتعرف تلك المجالس بـ "نوحخاني" و"روضخاني".
ففي العاصمة الهندّية دلهي يجتمع الآلاف يوميّاً في عاشوراء في الجامع الأبيض وحسينيّة رئيس الشّجعان عليّ بن طالب(ع) في منطقة جورباخ من السّاعة الثامنة إلى العاشرة ليلاً للاستماع إلى المحاضرات الدّينيّة بمعدّل ثلاث محاضرات، بعدها تقام مراسم الرّثاء وتوزّع الأطعمة المختلفة. وفي منطقة بوابة الكشميريّ يجتمع الآلاف في جامع المنطقة ومكان الشّرفاء الخمسة (عزاء خانة في حي بانج شريف)
كما يشهد اليوم العاشر من المحرّم مسيرات مختلفة تتبع كلّ منها ولاية من ولايات الهند للشيعة الساكنين في العاصمة وبطول يصل إلى الكليومتر تنطلق من جامع بوابة الكشميريّ إلى مكان العزاء في حيّ الشّرفاء الخمسة حيث تستمرّ هذه المواكب من السّاعة العاشرة حتّى الرّابعة مساءً تتخلّلها صلاة الظّهر.
وتقام مسرحيّة شعبيّة تمثّل واقعة الطّفّ فوق مسرح خشبيّ وتُنصب الرّايات المختلفة الألوان والأشكال التي ترمز إلى ريات الحسين وأصحابه أمام المسرح.
وقد توضع كفّ ذهبيّة أو نحاسيّة تدعى "پنجه" وترمز إلى كفّ أبي الفضل العبّاس الذي قطعت كفّاه حينما ذهب لجلب الماء من نهر الفرات. وهناك حجرة صغيرة لها قبّة مدوّرة، كناية عن ضريح رمزيّ للقاسم بن الحسن (ع) ويؤتى بحصان أبيض ذي سرج ثمين وملوّن بألوان زاهية، يُرمز به إلى فرس أبي عبد الله(ع).
ويخترق الشّوارع في العاشر من المحرّم موكب يحمل فيه المشاركون تابوتاً "الضّريح" وعند الانتهاء من المراسم يلقى "الضريح" في النّهر.
ولا تقتصر هذه المآتم على العاصمة، بل تقام في عدد من الولايات الهنديّة مثل حيدر آباد، وأتاربراداش وترانشل وراجستان والبنجاب هريانا ومهراشترا وبنكلور وكلكتا وبيهار. وتتميّز ليلة العاشر من المحرّم بممارسة طقس المشي على الجمر.
مجالس العزاء في أفغانستان
عاشوراء بين الماضي والحاضر 1022737_pakistan08
هاجر قسم من أهل خراسان من الموالين لأهل البيت (ع) إلى أفغانستان بعد وفاة الإمام الرضا(ع) عام 203هـ/818م، واستوطنوا مدن قندهار وهراة وبشاور وكابول ومزار شريف وجلال آباد وغيرها.
واستمرّ هؤلاء في إحياء المجالس الحسينيّة سرّاً وإعلاناً وذلك تبعاً للظّروف السّياسيّة السّائدة هناك، وأنشأوا لتك الغاية الحسينيّات والمزارات. ففي ساحة "مزار شريف"، التي يعتقد الأفغان أنّ رفات أمير المؤمنين(ع) قد نقل إليها، تقام مجالس النّياحة والعزاء في عاشوراء وتسير المواكب الحسينيّة ومواكب التّطبير.
مجالس العزاء في جنوب شرق آسيا
هاجر المسلمون من حضرموت إلى جزر الهند الشّرقيّة وأندونيسيا وسومطرة والفليبّين وجاوة وتايلاند وغيرها. وكان الموالون لأهل البيت(ع) يقيمون مجالس عزاء الإمام الحسين (ع) في عاشوراء، وكان بعض العلويين من أولاد عليّ العريضي قد أحيوا ذكرى الحسين(ع) في تلك الأصقاع، واستمرّ إحياء تلك المجالس إلى يومنا هذا.
في أندونيسيا يحترم عدد كبير من النّاس شهري محرّم وصفر فلا يقيمون فيهما أفراحاً، ويوزّعون طعاماً يدعى (بيرسورا) وهي كلمة مأخوذة من عاشوراء، ويسمّى شهر محرّم عندهم (سورا) وكأنّها محرّفة من كلمة عاشوراء أيضاً.
وفي "إتجة" Aceh شمالي سومطرة يطلق على شهر محرّم شهر "الحسن والحسين، وفي مينانج كابو Minangkabau غربيّ البلاد يسمّى شهر "النّعش" إشارة إلى النّعش الرّمزيّ الذي يحمله المحتفلون بعاشوراء، ويجوبون به الطّرقات ثم يلقونه في نهر أو مجرى مائيّ. وتنتهي مراسيم العزاء الحسينيّ ظهراً بإلقاء الأناشيد الحزينة والبكاء والنّوح على الإمام الحسين(ع) وأهل بيته.
وفي تايلاند، ما تزال تقام المجالس والمواكب الحسينيّة إلى اليوم، وكان المسلمون قد وفدوا إليها في أواخر القرن الثّامن للهجرة، وكثير من المسلمين الشّيعة التّايلانديّين تعود جذورهم إلى أحفاد الشّيخ أحمد القميّ الذي أدخل مذهب أهل البيت(ع) إلى تلك البلاد بقدومه إليها عام 1540م.
وإلى جانب السّيرة الحسينيّة، تسير المواكب في العاشر من المحرّم يتقدّمها هودج يرمز إلى سير الإمام(ع) بأهل بيته إلى كربلاء، مع باقي الطّقوس من لبس ثياب الحداد وإطعام الفقراء وإظهار الحزن الحقيقيّ على الحسين(ع).
أما في بورما فيقيم الموالون لأهل البيت (ع) مجالس العزاء في الأوّل من المحرّم، ثمّ تخرج مواكبهم في اليوم العاشر منه وتستمرّ حتى شهر صفر، وقد تسربّت إليهم بعض التّقاليد الهنديّة، فخلال المواكب يمشي بعضهم على الجمر، ويقيمون رمزاً لمقام الحسين(ع) في كلّ بلدة وهو كناية عن صورة مصغرّة للمقام في كربلاء ويطلقون عليه اسم كربلا.
مجالس العزاء في أفريقيا
بعد وفود المسلمين إلى الدّول غير العربيّة في القارة الأفريقيّة، أخذ الموالون لأهل البيت(ع) بإقامة المجالس الحسينيّة في شهري محرّم وصفر، وكان الخطيب يتلو السّيرة الحسينيّة باللّغة العربيّة، ثم يقوم مترجم بشرح معانيها باللّغة السّواحليّة السّائدة في أكثر من بلد أفريقيّ. وبدأ بعض العلماء في تلك البلاد بشرح أحداث كربلاء بالّلغة المحليّة دون الحاجة إلى مترجم. ومن خلال تلك المجالس، اهتدى كثير من الأفارقة إلى الإسلام، وأعلنوا ولاءهم لمذهب أهل البيت(ع).
ولا يسعنا تعداد كلّ البلاد التي تقام فيها مجالس العزاء وتاريخ نشأتها، فما قدّمناه يشكّل عيّنة لإحياء المجالس الحسينيّة في العالم.
واليوم تنتشر مراسم العزاء على نطاق واسع في العراق وإيران والبحرين ولبنان والكويت،وباكستان، وعلى نحو أضيق في بلدان أخرى كالسّعودية وسوريا ومصر. وتختلف العادات والتقاليد بين بلد وآخر، حتى أنّها تتفاوت بين المدن الشّيعيّة في البلد الواحد.
مجالس العزاء في العراق
عاشوراء بين الماضي والحاضر 1022538_%C3%9A%20%C3%9F%C3%91%C3%88%C3%A1%C3%87%C3%81
من البديهيّ أن يشهد العراق كلّ عام أكبر التّجمعّات الشّعبية في أيام عاشوراء ولياليها لإقامة مراسم العزاء؛ ففيه جرت واقعة الطفّ وبأرض كربلاء دفن الإمام الحسين عليه السّلام مع أهل بيته وأصحابه. فما أن يهلّ شهر محرّم حتى تكتسي المدن العراقيّة بالسّواد، وتتوافد الجموع الغفيرة إلى مقامات الأئمّة ولا سيّما إلى كربلاء حيث مقام الإمام الحسين(ع) وأهل بيته الذين استشهدوا معه. ولا يسعنا، في هذا الاستطلاع، الحديث عن جميع العادات والتقاليد المتعلّقة بعاشوراء والعزاء، لكنّنا نشير إلى كثرة إقامة مجالس التّعزية وقراءة المراثي وإقامة المسرحيّات، وتيسير مواكب العزاء، بما فيها من لطم وتطبير وضرب بالسّلاسل التي يفتي بعض المراجع الدّينيّة بتحريمها، إلى توزيع الماء والشّراب والطعام وما إلى ذلك. ويتشحّ الكبار والصّغار بالسّواد، ويظهرون الحزن والبكاء على سيّد الشهداء.
عاشوراء في لبنان
كانت مراسم عاشوراء بسيطة وعفويّة في لبنان منذ العصور الإسلاميّة الأولى، وإبان الحكم العثمانيّ كان يقتصر على جلسات تروى خلالها سيرة الإمام الحسين(ع) وأهله في كربلاء في الدّور والبيوت بعيداً عن أعين السّلطة.
عاشوراء بين الماضي والحاضر 102293_lebanon19وفي العام 1301هـ/1884م حدثت نقلة نوعيّة في إحياء عاشوراء، وذلك بعد قدوم الشّيخ موسى شرارة من النّجف الأشرف إلى مدينة بنت جبيل الجنوبيّة، فرتّب المجالس على طريقة أهل العراق، وفي العاشر قرىء المصرع بكامله وأعقبه النّدبيّات الحسينيّة وقراءة زيارة عاشوراء، بعدها يُوزّع طعام يسمّى الهريسة للبركة.
وفي عام 1327هـ/1909م أسّس الشّيخ عبد الحسين صادق أوّل ناد حسينيّ في جبل عامل وذلك في مدينة النبطيّة، لتتوالى بعدها إنشاء الحسينيّات في سائر المناطق اللبنانيّة التي يتواجد فيها الشّيعة ولا سيّما في الجنوب والبقاع والعاصمة بيروت.
واليوم يحيي المسلمون الشّيعة في لبنان ذکرى استشهاد الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه بدءاً من أوّل محرّم إلى العاشر منه من كلّ عام، حيث تقام مراسم العزاء الحسينيّ. وفي اليوم العاشر، وبعد تلاوة المصرع الحسينيّ تخرج المسيرات العاشورائية في مختلف المدن والبلدات اللّبنانيّة، وأكبرها تلك التي تقام بالضّاحية الجنوبيّة لمدينة بيروت.
وتشهد مدينة النّبطيّة في جنوب لبنان تجسيد مصرع الإمام الحسين(ع) عبر التمثيل المسرحيّ على مسرح أُعدّ خصيصاً لهذا العمل.
عاشوراء في سوريا عاشوراء بين الماضي والحاضر 103020_%C3%83%C3%A1%C3%A3%C3%87%C3%A4%C3%AD%C3%87%203أكثر ما تتركّز مظاهر الشّعائر الحسينيّة باختلاف صورها وطقوسها في حيّ السّيدة زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السّلام في ضاحية من ضواحي دمشق، لوجود مقامها الطاهر هناك، وذلك طيلة عشرة أيام متتالية من شهر محرّم الحرام.
وتستمر الوفود بالوصول إلى مقامها طيلة شهري محرّم وصفر. وإنّ أبناء الجاليات العربيّة والإسلاميّة المختلفة المقيمة في سوريا يشتركون جميعاً في إحياء المراسيم الحسينيّة وإقامتها، ويتصدّر العراقيون المقيمون في سوريا، المجموعات العاملة على إحياء شعائر الإمام الحسين عليه السّلام، سواء على صعيد المجالس الخطابيّة في المساجد والحسينيّات ومكاتب المرجعيّة أو على صعيد مواكب المشاة السيّارة وعزاء الزنجيل وغيرها من الأنشطة بما في ذلك تقديم الخدمات وتوزيع الطّعام.
عاشوراء في ايران
عاشوراء بين الماضي والحاضر 1023955_%C3%9A+%C3%9E%C3%98%C3%AD%C3%9D+2

وفي الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة يحيي الملايين من السّكان ذكرى عاشوراء، وتبدأ المراسيم، في الأوّل من محرّم على غرار سائر البلدان التي يجري فيها إحياء هذه الذكرى الأليمة. وتبلغ أوجها في العاشر، حيث تخرج الجماهير في مواكب ومسيرات حسينيّة، وتكون هذه المسيرات حاشدة في العاصمة طهران، ويزدحم النّاس حول مرقد الإمام الرّضا(ع) في مشهد، والسيّدة المعصومة في قم.
ويهتم العامة والخاصة بالمسرح الحسينيّ في الجمهوريّة الإسلاميّة، فتقام التمثيليّات التي تجسّد أحداث كربلاء.
عاشوراء في البحرين
وفي البحرين تتوقّف الأعمال وتغلق الأسواق يومي التّاسع والعاشر من شهر محرم من كلّ عام بمناسبة ذكرى عاشوراء، ويعتبران عطلة رسمية تُعطّل فيها دوائر الدّولة ومؤسساتها، وكذلك دوائر القطاع الخاص والمتاجر.
فقد عرفت البحرين إقامة المجالس الحسينيّة منذ زمن مبكر، حيث كان البحرانيّون يقيمون المآتم في بيوتهم ومساجدهم، وهم يطلقون مصطلح "التّحاريم" المتداول في الأوساط الشّعبيّة على ذكرى ولادة الأئمّة من أهل البيت عليهم السّلام وكذلك على وفياتهم. وفي العاشر من المحرّم، تبدأ مواكب العزاء بمسيرتها في العاصمة وفي المدن الأخرى للاحتفال بذكرى استشهاد الإمام الحسين(ع)، وتتكوّن مواكب العزاء الحسينيّ من مجموعات كبيرة يتصدّرها حملة الأعلام والبيارق ثم راكبو الخيول وحاملو النّعوش والمجسّمات التي ترمز الى مأساة كربلاء، إلى جانب التمثيليّات التي تصوّر أحداث كربلاء.
وتشتهر البحرين بشعراء المآتم الحسينيّة الذين ينشدون أشعارهم في المجالس الحسينيّة.
كما تقام حملات للتّبرّع بالدّم بدل التّطبير.
عاشوراء في سلطنة عُمان
وفي سلطنة عمان يقيم الموالون لأهل البيت(ع) ومحبّوهم مجالس عاشوراء في المحرّم ويشاركهم فيها أبناء الجاليات العراقيّة واللبنانيّة والباكستانيّة وغيرهم، ويحيون ليلة العاشر إلى الفجر في قراءة المراثي والبكاء وذكر مصاب الإمام الحسين(ع) وأهل بيته. ويقومون بحركة دائريّة داخل الحسينيّة وهم يلطمون بأيديهم على صدورهم بضربات رمزيّة خفيفة، وفي إيقاع متواصل مع صوت المنشد الذي يقود حركة المشاركين الكبيرة بصوته الجهوريّ الحزين.
وفي العاشر وبعد قراءة المقتل، تخرج المواكب الحسينيّة، كما يجري في يوم عاشوراء تنظيم حملة للتبرّع بالدّم. أمّا مواكب التّطبير فتقتصر على الباكستانيّين.
وهكذا في سائر دول الخليج العربيّ، حيث يتواجد أتباع أهل البيت ومحبوهم، فإنّ عاشوراء محطّة جليلة لاستذكار فاجعة كربلاء وأهداف الثّورة.عاشوراء بين الماضي والحاضر 1023314_hus3وفي دول الاغتراب تقيم الجاليات المسلمة الموالية لأهل البيت(ع) مجالس العزاء في مدن عديدة بدءاً من أوّل محرّم، وتخرج المسيرات الحسينيّة في العاشر منه.



إعداد : د . أليس كوراني

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رماد الحب
نشيط
نشيط
رماد الحب


الجنس : ذكر
نقاط نقاط : 422
السٌّمعَة السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 28/07/2010
العمر : 34

عاشوراء بين الماضي والحاضر Empty
مُساهمةموضوع: رد: عاشوراء بين الماضي والحاضر   عاشوراء بين الماضي والحاضر Emptyالسبت ديسمبر 18, 2010 8:07 am

شكراااااااااااااااااا على للموضوع الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد حسون
جديد



الجنس : ذكر
نقاط نقاط : 159
السٌّمعَة السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 19/11/2010
العمر : 34
الموقع : mohammadhassoon4@hotmail.com

عاشوراء بين الماضي والحاضر Empty
مُساهمةموضوع: رد: عاشوراء بين الماضي والحاضر   عاشوراء بين الماضي والحاضر Emptyالسبت ديسمبر 18, 2010 9:37 am

عاشوراء الحسين عليه السلام

ليست فقط للبكاء على طريقة قتل الحسين وسبي نساء الرسول والتمثيل بالرؤوس وجثث الشهداء ...

عاشوراء هي مدرسة ومنهل علم ومعرفة ....فمن ثورة الامام الحسين عليه السلام تعلّم كل ثائر وكل مقاوم كيف يكون النضال ضد الظالمين ...

احياء ثورة الحسين هي احياء للدين فالحسين انتفض ضد الظالمين من أجل استمرار دين جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم ...

فثورة الحسين ليست لأجل سلطة أو شيء دنيوي ....فثورة الحسين هي انتصار الدم على السيف



................................. بنت الخلــــــــــــــــــــــــود ......................

لكِ بالغ الشكر على تقديمك وتوضيحك لعاشوراء الحسين عليه السلا م

سلمت يداكي على هذا الموضوع

تقبل الله أعمالك و لكِ الأجر و الثواب


لكِ تحية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammadhassoon4@hotmail.com
بنت الخلود
التميز
التميز
بنت الخلود


الجنس : انثى
نقاط نقاط : 1479
السٌّمعَة السٌّمعَة : 35
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 21/09/2010
العمر : 42

عاشوراء بين الماضي والحاضر Empty
مُساهمةموضوع: رد: عاشوراء بين الماضي والحاضر   عاشوراء بين الماضي والحاضر Emptyالجمعة ديسمبر 31, 2010 4:50 am

رماد الحب
محمد حسون
أشكركما على حضوركما و تواجدكما
و لا حرمنا هذا الحضور المشرف بصفحاتي
عاشوراء بين الماضي والحاضر 1195thanksabeermahmoud
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عاشوراء بين الماضي والحاضر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عاشوراء
» عاشوراء الامام
» عظّم الله أجوركم ...مصيبة وفاجعة عاشوراء (أرجو الدخول)لكم الشكر
» صيام يوم عاشوراء التاسع والعاشر من محرم
» أفضل أيميل صوتت له النساء العام الماضي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأستاذ الشاعر : أكرم عتو  :: المناسبات و الأعياد-
انتقل الى: