هل تدعني لمرة أحرر بوحي على شفاهكَ وأكون " ذاته " حين يقرأني !!
هكذا يا صديقي . .
بدأتني الحروف صمتاً يعقبه صمت . . ارتبكت ولم أعرف كيف يُحصي العمر ويستوعب الذات حرف . . كنت أخالني عقدت هدنة مع الأبجدية وأن هذا البياض يساندني ، واكتشفت أن الأعماق حين تطفو يصبح الحرف أقوى من البعثرة .
لذا سأترك لكَ الحرية في استنشاق أفكاري . . وأستدرجكَ صمتاً لاختيار اللافتات التي تحيط بذاتي . . وأرقبكَ تغتال الأوراق بنهم وتقرر بشجن - مثلي- أن الكتابة كاستعادة الأشلاء الممزقة لنكوّن قالباً جديداً تسكن فيه أرواحنا . .
نحن لا نهرب ، بل ننغمس في الأشياء التي تسكننا وتعبر بنا العمر في حلم ، وأحياناً نتمدد كظلٍ مشروخ ونعجز عن لملمة أنفسنا . . يحدونا شوق رهيب أن نُفرغ أعماقنا فوق قهقهات نبتكرها أو غدٍ يتسلل إلى ملامحنا . .
فهل أحسست يوماً ذلك الظمأ الذي يبدو أقوى من الارتواء . . ؟
أو تلك اللهفة الحارقة في لحظة خلق النبض داخلك . . ؟
هل ألفيت نفسك يوماً الصمت المسكون بصوت العمر . . ؟
هذا الزمن يا طائري يجبرنا على التعايش مع وجوه ملونة تغلفها هالة مُبهرة تخفي قتامة الجذور
ونحن بخالص الطيبة يضللنا الانبهار فنبدأ أولى خطوات الاحتراق . .
وتمرنا الأيام قلقة . . تنذرنا بالمؤقت . . تشوّه ابتساماتنا بالوجوم فنحيا اعتيادياً ونحتار في أسباب
ثباتنا رغم أنّا - أحياناً - لا نطيق !!
وحدهم فقط . . من يجمعهم نقاء السريرة يمتلكون حق همسهم رغم ضجيج الوجوه التي تحوم حولهم ، وكل ما يحتاجونه قلم وبياضاً طاهراً من الورق حتى ينتشروا كشذى جميل مع كل حرف يخرج منهم وكل عبرة مشنوقة داخلهم بطيف من رحلوا وتركوا ظلالاً تلاحقهم وتتوعدهم بهجاء مطوّل يمحو عن حروفهم آثار الصمت . .
فإلى ذلك الزمن الشامخ رغم جبروت الذاكرة . .
وتلك الرؤية التي تعطينا حلاوة الحقيقة . .
إلى اللقاء الــــ قدر . .
والعمر المعنون بإحساس . .
إلى الصداقة الجميلة . .
إلى نقائكَ . . يا صديق النبض
اقتنص مساحة من طهر أبسط عليها وفائي .
فشكراًلك صديقي على هديتك الرائعه كلك زوء