سلام عزيز وكبير على كل عضو من شبابنا الطيبيين...
في كثير من الأحيان نتخيل أن الحب هو بداية لكل شيء جميل , وبوجوده تكون الحياة أسهل وأقل مشاكل وإلى ما هنالك ..
لكننا نعود لنفكر بالطريقة التي تزوج بها أمهاتنا وآبائنا فنتساءل ما الضير في الزواج بنفس الطريقة غير أن الزمن تغير والناس لم تعد كما كانت , فالرجال اللذين يعتمد عليهم اعتماد كلي وحقيقي لم يعد لهم ذلك الوجود الملحوظ ومن جهة أخرى لا ننكر أن النساء لم تتغير بشكل يجعل من العلاقة أكثر تعقيدا كما أن ضعف العلاقات الاجتماعية السائد و خاصة في المدن يجعل من المستحيل التعرف على الشريك بشكل كامل في فترة الخطبة.
ولو أجرينا مقارنة حقيقة بين نوعي الزواج السائدين في كل المجتمعات للاحظنا أن عوامل نجاح كل العلاقات الزوجية مبني على أساسات أربعة وهي الاحترام , التفاهم , الوفاء وأخيرا وليس آخرا الحب … فمنذ الأزل الاحترام المتبادل بين طرفي الزواج ينضح بعلاقة لا تحتاج إلى من يسأل عن ما إذا كانت ستستمر أم لا . ولا أعني بالاحترام الصمت الذي يتبع كافة الأوامر التي يصدرها الزوج وإنما هو تفهم كل من الطرفين لمتطلبات الآخر و مناقشة آرائه مع أن تكون المرجعية الأخيرة للزوج
و لا بد أيضا من التفاهم بين الزوجين فكل طرف يعرف مع الوقت ما هي متطلبات الطرف الآخر و يراعي الظروف التي قد يمر بها مع القبول بالقليل من التضحيات المتبادلة بين الطرفين أما إن تحدثنا على الأساس الثالث والمهم جدا و هو الوفاء فهو من أصعب الأمور التي قد نتحدث عنها نظرا لان كل شخص منا له مقاييسه الخاصة في مفهوم الخيانة والوفاء فما يجده الرجل خيانة برأيه قد تجده المرأة علاقات اجتماعية قوية والعكس صحيح فلا بد من التفاهم على أسس معينة مرضية للطرفين..
أما إذا تساءلنا عن مفهوم الحب فمنا من سيقول ان الزواج المبني على الحب فقط دون الأخذ بالأسس الأخرى السابقة هو زواج معرض للفشل بشكل كبير..
في كثير من الأحيان تجد زواج مبني على الحب يستمر منذ أيام التعارف الأولى إلى ما بعد الزواج و بعد قدوم الأولاد بنفس الروح و الاتقاد.. لا يمكنك أن تتساءل كيف استمر و هل لا يزال الحب موجودا بين الطرفين .. طبعا موجود إلا انه ليس بمفرده بل تسانده العوامل الثلاث السابقة ..
يبدأ ويتطور ولا أحد ينكر أنه لا يمر بمرحلة تباطؤ ولكنه لا يتوقف ولكنه من الممكن أن يتحول إلى حب أعمق بقدوم الأطفال و حاله كحال البذرة التي نزرعها فتنمو في الأرض المناسبة يوما بعد يوم..
وفي حالات أخرى تجد أن الزواج بالطريقة التي ندعوها تقليدية لا يخلو من الحب القوي الذي لا تحتاج إلى مكبر لتراه بل هو غني عن التعريف ..
و قد وجد كما يقول أطرافه نتيجة العشرة والتربية الصالحة للطرفين والاحترام المتبادل وما إلى هنالك..
ومنهم من يقول لا أدري كيف نحب بعضنا البعض كل ما نعرفه هو أننا بنفهم على بعض و بنستوعب بعض وهذا الشي يفي بالغرض ليستمر زواجنا إلى الأبد..
بالمحصلة لا يمكن أن نعمم أن آلية الزواج هي التي ستحدد نجاح أو فشل هذا الزواج بالضرورة فلكل حالة من الحالات خصوصياتها الأخرى التي تحدد نجاح أو فشل هذه الزواج سواء تم بالطريقة التقليدية أو جاء بعد تعارف بين الطرفين.