أكرم خاص
الجنس : نقاط : 1533 السٌّمعَة : 11 تاريخ التسجيل : 21/08/2010 الموقع : قلوب العذارى
| موضوع: أبناؤنا و الصلاة الإثنين سبتمبر 20, 2010 9:52 am | |
| أبناؤنا والصلاة
الحمد لله رب العالمين، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]والسلام على أشرف الأنبياءوالمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فإن الأولاد هم زهرة الحياة الدنيا، وفي صلاحهمقرة عين للوالدين. وإن المؤسف خلو مساجدنا من أبناء المسلمين، فقل أن تجد بينالمصلين من هم في ريعان الشباب!وهذا والله ينذر بشر مستطير،وفساد في التربية وضعف لأمة الإسلام إذا شب هؤلاء المتخلفون عن الطوق! وإذا لميصلوا اليوم فمتى إذا يقيموا الصلاة مع جماعة المسلمين؟! ولما كان الإثم الأكبر والمسؤولية العظمى علىالوالدين فإني أذكر نفسي وأرباب الأسر ممن حملوا الأمانة بحديث الرسول صلى اللهعليه وسلم : « كلكم راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته... » [متفق عليه]. والله عز وجل يقول في محكم التنزيل : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارةعليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } [التحريم:6] ، ويقول تعالى : { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبةللتقوى } [طه: 132]. وفي حديث صريح واضح من نبي هذه الأمة للآباءوالأمهات : « مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبعسنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين»[رواه أحمد]. وفي هذا التوجيه النبوي الكريم من حسن التدرجواللطف بالصغير الشيء الكثير، فهو يدعى إلى الصلاة وهو ابن سبع سنين، ولا يضربعليها إلا عند العاشرة من عمره، ويكون خلال فترة الثلاث سنوات هذه قد نودي إلىالصلاة وحببت إليه أكثر من خمسة آلاف مرة! فمن واظب عليها خلال ثلاث سنوات بشكلمتواصل متتال هل يحتاج بعد خمسة آلاف صلاة أن يضرب!؟ قل أن تجد من الآباء من طبقهذا الحديث واحتاج إلى الضرب بعد العاشرة فإن مجموع الصلوات كبير واعتياد الصغيرللصلاة وللمسجد جرى في دمه وأصبح جزءا من جدوله ومن أعظم أعماله! والكثير اليوم يضرب الابن لكن على أمور تافهةوصغيرة لا ترقى إلى درجة وأهمية الصلاة!ومن تأمل في حال صلاة الفجر ومنيحضرها من الأولاد ليحزن على امة الإسلام!وندر أن تجد في المساجد هؤلاءالفتية الذين كان لأمثالهم شأن في صدر الأمة! فأين الآباء وأين الأمهات من إيقاظ أبنائهم وحرصهمعلى ذلك؟! عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : « بت عند خالتي ميمونة، فجاء رسولالله صلى الله عليه وسلم بعدما أمسى فقال : أصلى الغلام؟ قالوا : نعم » [رواه أبو داود]. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( يعلم الصبيالصلاة إذا عرف يمينه عن شماله) . وكان السلف الصالح يلاحظون أبناءهم في الصلاةويسألونهم عنها.. عن مجاهد قال : ( سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمقال: لا أعلمه إلا ممن شهد بدرا-قال لابنه: أدركت الصلاة معنا؟أدركت التكبيرة الأولى؟ قال: لا، قال: لما فاتك منها خير من مائة ناقة كلها سودالعين ) . وذكر الذهبي في السير : عن يعقوب عن أبيه، أن عبدالعزيز بن مروان بعث ابنه عمر إلى المدينة يتأدب بها، وكتب إلى صالح بن كيسانيتعاهده، وكان يلزمه الصلوات، فأبطأ يوما عن الصلاة، فقال: ما حبسك؟ قال: كانتمرجلتي تسكن شعري. فقال:بلغ من تسكن شعرك أن تؤثره علىالصلاة، وكتب بذلك إلى والده، فبعث عبد العزيز رسولا إليه، فما كلمه حتى حلق شعره. ومن أعظم ما يسديه الأب الموفق لابنه اصطحابهللصلاة معه وجعله بجواره ليتعلم منه وليحافظ عليه من كثرة اللغط والعبث. أيها الأب وأيتها الأم.. لا يخرج من تحت أيديكم غدامن لا يصلي فتأثمان بإخراجه إلى امة الإسلام كافرا من أبوين مسلمين وذلك بالتفريطوالرحمة المنكوسة. فتخافان عليه من البرد ولا توقظانه لصلاة الفجر،وتخافان عليه من شدة الحر ولا يذهب ليصلي العصر!{ قل نار جهنم أشدحرا لو كانوا يفقهون } [التوبة: 81]. يقول ابن القيم رحمه الله: فمن أهمل تعليم ولده ماينفعه وتركه سدى، فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبلالآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغارا، فلمينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آبائهم كبارا. أيها الأب ويا أيتها الأم: إن في الحرص على إقامةصلاة الأبناء في المسجد فوائد عظيمة منها: 1- براءة ذممكم أمام الله عز وجل والخروج من الإثمبعد تحبيبه للصلاة وأمره بها، قال ابن تيمية رحمه الله: ومن كان عنده صغير مملوكأو يتيم أو ولد فلم يأمره بالصلاة، فإنه يعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، ويعزرالكبير على ذلك تعزيرا بليغا لأنه عصى الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليهوسلم. 2- احتساب أجر تعويده على العبادة قال صلى الله عليهوسلم : « من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثلأجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا... » [رواهمسلم]. 3- استشعار أن الابن في حفظ الله عز وجل ورعايته طوالذلك اليوم قال صلى الله عليه وسلم: « من صلى الفجر فيجماعة فهو في ذمة الله ». [رواه ابن ماجة]. 4- خروج الابن إذا شب وكبر عن دائرة الكفاروالمنافقين كما قال صلى الله عليه وسلم: « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر » [رواه أحمد]، وكما قال عليهالصلاة والسلام : « ليس صلاة أثقل على المنافقين منالفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا »[رواه البخاري]. 5- تنشئة الابن على الخير والصلاح ليكون لكما ذخرابعد موتكما، فإن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط الصلاح في الابن كما في الحديث : « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث »وذكر منها: « أو ولد صالح يدعو له »[رواه مسلم]. ومن الأسباب المعينة على ذلك: 1- أن تكون لهم أيها الأب قدوة صالحة في المحافظة علىالصلاة والحرص عليها، فإذا بلغوا سبعا عقلوا شرع أمرهم بالصلاة والذهاب بهم إلىالمسجد، فإن الصغير ينشأ على ما كان عوده أبوه. 2- تقديم أمر الآخرة على أمر الدنيا في كل شيء وتنشئةالصغار على ذلك وغرسه في نفوسهم، فلا تكن الامتحانات الدراسية أهم من الصلاة، ولاتكن المذاكرة أهم من الذهاب للمسجد، وليس من الفخر أن يكون ابنك مسؤولا كبيرا وهومن المنافقين الذين لا يشهدون الصلاة ، أو من الكفار الذين لا يصلون ويكفيك عزوفخرا أن يأكل من كسب يده، ويشهد جماعة المسلمين وإن جمع الأمرين فبها ونعمت. 3- الصبر والمصابرة{ وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها }فالأمر فيه مشقة ونصب، وأبشرفإن الله عز وجل قال : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } [العنكبوت: 69]. 4- توفير الأسباب المعينة على القيام، ومن ذلك عدمالسهر وجعل ساعة منبهة عند الأذان أو قلبهن وليكونوا في مقدمة الصفوف. سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز السؤال التاليفي الجزء (12) من فتاواه: بعض الأولاد يبكرون يوم الجمعة ويأتي أناس أكبر منهمويقيمونهم ويجلسون مكانهم ويحتجون بقوله صلى الله عليه وسلم : « ليلني منكم أولو الأحلام والنهى »فهل هذا جائز؟ ج: "هذا يقوله بعض أهل العلم ويرى أن الأولىبالصبيان أن يصفوا وراء الرجال، ولكن هذا القول فيه نظر، والأصح أنهم إذا تقدموالا يجوز تأخيرهم، فإذا سبقوا إلى الصف الأول أو إلى الصف الثاني فلا يقيمهم من جاءبعدهم، لأنهم سبقوا إلى حق لم يسبق إليه غيرهم فلم يجز تأخيرهم لعموم الأحاديث فيذلك، لأن في تأخيرهم تنفيرا لهم من الصلاة، ومن المسابقة إليها فلا يليق ذلك.
لكن لو اجتمع الناس بأن جاءوا مجتمعين في سفر أولسبب فإنه يصف الرجال أولا، ثم الصبيان ثانيا، ثم النساء بعدهم إذا صادف ذلك وهممجتمعون، أما أن يؤخذوا من الصفوف ويزالوا ويصف مكانهم الكبار الذين جاءوا بعدهمفلا يجوز ذلك لما ذكرنا وأما قوله صلى الله عليه وسلم: « ليلني منكم أولواالأحلام والنهى » . فالمراد به التحريض على المسارعة إلى الصلاة منذوي الأحلام والنهى وأن يكونوا في مقدم الناس، وليس معناه تأخير من سبقهم منأجلهم، لأن ذلك مخالف للأدلة الشرعية التي ذكرنا". 5- بث في أبناءك أحاديث الصلاة، وحكم تاركها وعقوبتهفي الدنيا والآخرة، ورغبهم في الأجر العظيم لمن حافظ عليها، ولا تقل إنهم صغار لايعرفون فهم يدركون ويحفظون ويحتاجون إلى ذلك لتقوية عزائمهم. 6- إجعل لهم الحوافز والجوائز حتى يحافظوا علىالصلاة، وأذكر أن أحد الآباء كان يجعل لأبنائه الصغار ريالا كل يوم عن صلاة الفجروكانت الثمرة المبكرة أن كان أحد هؤلاء الصغار من كبار الأئمة المعروفين. وأذكرأيضا امرأة أرملة وتحتها يتيم صغير فكانت تخرج به لصلاة الفجر كل يوم وأكرمها اللهعز وجل بهذا الابن فحفظ كتاب الله عز وجل وهو أحد أئمة المساجد الآن ومن أبر الناسبأمه. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( حافظواعلى أبنائكم في الصلاة، وعودوهم الخير، فإن الخبر عادة ) . رواه الطبراني.
7-الدعاء لهم في كل وقت واجعلهمأحيانا يسمعون دعاءك لهم بالصلاة والهداية والتوفيق والسداد ومن دعاء الأنبياءوالصالحين { رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتيربنا وتقبل دعاء } [إبراهيم: 40]. 8- اربطهم بصحبة طيبة ممن يحفظون القرآن ويحافظون علىالصلاة مع الجماعة وشجع أولئك الصغار بالهدايا والحوافز فهم أبناء المسلمين. 9- ادع لهم عند إيقاظهم واتلو عليهم بعض الآياتوالأحاديث { يا بني أقم الصلاة } [لقمان: 17] ودعهم يسمعون الأجرالعظيم على لسان نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم: « بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة » [رواه أبو داود]. 10- لترى منك والدتهم انك حريص على أمر صلاتهموإيقاظهم، فإن ذلك يعينها على الاستمرار والحرص والتأكيد عليهم واشكر لها جهودهاوشجعها على ذلك وهم يسمعون. 11- كما انك أيها الأب إذا أردت شراء منزل تفكر في قربالخدمات من سكنك، فكر قبل ذلك بالمسجد ومدى قربه إلى منزلك، لأن في ذلك إعانة علىالطاعة وتيسيرا لأمر الصلاة خاصة على الصغار مع مظنة حفظهم ومتابعتهم، إذا كانتالمسافة قصيرة. 12- استشعر أن ابنك الذي تحب قد يكون حطبا لجهنم إذالم يصل { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكموأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة }. 13- ليكن بينك وبين إمام المسجد تعاون في تشجيع أطفالكمن قبلك وتقديم الجوائز لهم لمحافظتهم على الصلاة- بما فيها صلاة الفجر-ولا يمنعأن يتحدث الإمام حاثا الآباء على إحضار أبنائهم للصلاة ثم يشكر الآباء الذينيحضرون أبناءهم، ويسمي الصغار بأسمائهم.
أيها الأب: يقول الله عز وجل { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } وأبشر وأمل فأنت في خير طريق { والذين جاهدوافينا لنهدينهم سبلنا } أصلح الله أزواجنا وذرياتنا وجعلهم قرة أعين، وصلىالله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. عبد الملك القاسم | |
|