لَيـْـسَ وَهْـــمَاً
هزّ التَفَكّر في هواكَ مشــــاعري وغدتْ ترفْرفُ في ســماكَ خواطري
ومضتْ إلى أُفقِ التجلّــي نظــرةٌ أَلقيتها نحوَ الجمالِ البــــــاهرِ
وعَلَتْ على عرشِ الرؤى فتشــرّفتْ برؤاك في عين اليقينِ نَواظــــرِي
وسَـــمَتْ بها فوقَ الأعالي نفـحةٌ فَوَجَدْتُني في ربعِ روضٍ ســـاحرِ
فإذا الكواكبُ كالزهورِ وحَوْلَـــهَا أسْــــرَابُ نجمٍ كالفراشِ الحائرِ
وإذا النجومُ تلوّنتْ أطْيافُـــــها كَطيوفِ برقٍ في حطامِ جواهـــرِ
وتجمّعتْ أشْـــتَاتُها واسّـاقَطَتْ مِثلَ الندى في فجرِ ليلٍ ماطــــرِ
وسمعتُ مِنْ هَمْـسِ النجومِ وبَوْحِهَا قِصَصَ السـهارى في الهزيعِ الآخـرِ
فتلوْتُ مِنْ ذِكْرِ الهوى متبتّـــلاً أدْعُوكَ فيـهِ ملبياً بشـــــعائرِ
ودَخَلْتُ مِحْرابَ الجمالِ مُحدِّثـَـاً عَنْ صَبوتي والقلبُ كانَ مُحَـاوري
يا حبّذا حُلُمٌ يطولُ بليلـــــةٍ ويكونُ طيفٌ مِنْ رؤاكَ مُســامِري
وتروحُ تَشْــدو بالنداءِ وقدْ غَدَتْ تَمْضِي تُجَلْجلُ للصلاةِ مَزاهــري
وسَــنَا خيالِكَ في خيالـي بارقٌ وسوى خيالِك لا يعانقُ خَاطِـــرِي
أَوَّاهُ ما فَعَلَ الجمالُ بِمُهْجَتـِــي غَرَسَ الهوى بِعميقِ عُمْقِ مَشــاعِري
ثمَّ انْثنى وأذاقني مُرّ النــــوى مِنْ بعدِ ما كَشـَفَ الحِجابَ لِناظـري
وسـقى فؤادي حرّ وَجْدٍ مَــدَّهُ شـوقٌ يفيضُ ولسـتُ عنهُ بِصابـر
مَنْ مُسْـعِفي مِنْ نارِ أشواقي وما يَغْلي بِجفني مِنْ حَميمِ مَحاجـــري
مَنْ مُســعفي في ُمهْجَةٍ نَزَعَتْ تَيــمَّمُ شَـــطْرَ طيفٍ للخيالِ العابرِ
طاوَعْتُهَا وأنا المتيّم في هــــوا... ك ومنذ (كُنْ ) ما كان إلا آسِـــرِي
يا مَنْ يُلازِمُني ويُبْدِي غَيْبـَـــةً ما غِبْتَ عنّي , لَمْ تَغبْ عنْ خَاطِرِي
أبداًً ولا فارَقْتَـــه لكنَّـــها قدْ حَجّّبَتْ عنّي الذنوبُ بَصائــِري
يا مَنْ يَبِيْنُ ولا أراهُ بِمُقْلتـــي إيهٍ وحقّكَ إنّ طَيفكَ زَائِـــــري
يأْبى الغِيابَ ويَعْتَريني جُملــــةً باقٍ وحقّكَ لا يزالُ مُسَــــاوِرِي
يَسْـــمُو الخيالُ بذِكْرِهِ فأرى بِهِ مُسـْتقبلاً يُرْوَى كماض حـاضرِ
مِنْ أجْلهِ قدْ خِضْتُ بَحْرَ تأمـّـلٍ وسَـــبَحْتُ تِيْهاً كالشــهابِ الثائرِ
وتركتُ خَلفِي للأنامِ مَرامَهــمْ وغُنِيْتُ عنهمْ مِنْ مِدادِ مَحَابــــِري
ولِمُنْيَةٍ في الروحِ عَزّ َ مَرامُـــها مَلَكَ التفكّرُ في هَواكَ مشــــاعري
عبد الرحمن عبد الكريم أبوراس سوريا – حلب /30/6/2010